ألا والله العلي العظيم البرّ الرحيم الذي يُحيي العظام وهي رميمٌ لا يستطيع جميع أهل السماء وأهل الأرض فتنة أحد أنصار المهديّ المنتظَر من الذين أيقنوا بحقيقة اسم الله الأعظم رقم مائة، والذي جعل الله فيه سرّ خلق السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما وسرّ خلق عباده أجمعين، فأمّا الذين لا يوقنون بحقيقة اسم الله الأعظم فلن يشهدوا بأنّ رضوان الله هو حقاً نعيمٌ أعظم من نعيم ملكوت الدنيا والآخرة، فمن أنكر ذلك فماذا تريدون منه؟ ولا ولن تغنوا عنه من فتنة الله شيئاً نظراً لأنّه أنكر أنّ اسم الله الأعظم هو (النعيم) قد جعله الله صفةً لنعيم رضوانه على عباده، وأعلمَكم الله أنَّه حقاً نعيمٌ أعظمُ من نعيم الجنة ولذلك يُسمّى بالنعيم الأعظم، وبيّنّا لكم لماذا يوصف
الاسم الخفي الذي جعله الرحمن صفةً في ذاته بالاسم الأعظم فأثبتنا من مُحكم الكتاب:
أنّ السبب لوصف اسم الله (النعيم) بالأعظم ليس لأنّه أعظمُ من أسمائه الحُسنى الأخرى سبحانه وتعالى علواً كبيراً، بل يوصف (النعيم الأعظم) بالأعظم لأنّهُ نعيمٌ أكبر من نعيم الجنة، وجعل الله هذا الاسم هو الصفة لنعيم رضوان الرحمن على الإنس والجان فيمّد الله حزبَه بروح الرضوان تغشى قلوبهم ليعلموا أنّ النعيم الأعظم هو حقاً في اتّباع رضوان الله تصديقاً لقول الله تعالى: {لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَـٰئِكَ حِزْبُ اللَّـهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [المجادلة].
فمن لم يؤيّده الله قط بروح الرضوان يغشى قلبه من حينٍ إلى آخر وخصوصاً إذا سمع ذكر ربّه أو ذكَرَ ربَّه خلوةً ففاضت عيناه ممّا عرف من الحقّ فلن يؤمن بحقيقة اسم الله الأعظم إلا حزب الله من الناس أجمعين، ومن أنكر ذلك فاعلموا إنّه لمن نصيب الشيطان من عباد الله:
{لَّعَنَهُ اللَّـهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ﴿١١٨﴾ وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّـهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّـهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا ﴿١١٩﴾ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴿١٢٠﴾}
صدق الله العظيم [النساء].
فليعلم جميع المسلمين والناس أجمعين أنّ حقيقة اسم الله الأعظم هو النعيم فمن اتّبع رضوان الله فسوف يشهد وهو لا يزال في هذه الحياة أنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ هو حقّاً عبد النعيم الأعظم لأنّه اتبع رضوان الله فوجد أنّ النعيم هو حقاً في اتّباع رضوان الله ثم يعلمُ وهو لا يزال في الدُّنيا بحقيقة قول الله تعالى:
{وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾}
صدق الله العظيم [التوبة].
ومن ثم يشهد وهو لا يزال في هذه الحياة من قبل أن يرى الجنة فيشهد أنّه وجد النعيم الأعظم من نعيم الدنيا والأكبر من نعيم الآخرة هو حقّاً في اتّباع رضوان الله فيُنافس عباد الله في حُبّ الله وقربه.
إذاً، من أنكر حقيقة اسم الله الأعظم أو لم يكن موقناً به فهو لم يعرف ربّه وليس من حزبه ولن تغنوا عنه من فتنة الله شيئاً، وسوف يصرف قلبه ليتّخذ الشيطان وليّاً من دون الله ما دام أنكر أنّ النعيم الأعظم هو في اتّباع رضوان ربه تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَن يُرِدِ اللَّـهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا}
صدق الله العظيم [المائدة:41].
إذاً، فلن يُفْتَتَنَ من الأنصار أبداً فيستطيع فتنته الشياطينُ إلا الذي ليس من حزب الله في الكتاب، فلا تحزنوا عليهم فلا خير فيهم لا لأنفسهم ولا لأمّتهم لو خرجوا فيكم فلن يزيدوكم إلا خبالاً، تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ ﴿٤٥﴾ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَـٰكِن كَرِهَ اللَّـهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ﴿٤٦﴾ لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّىٰ جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّـهِ وَهُمْ كَارِهُونَ ﴿٤٨﴾ وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ﴿٤٩﴾}
صدق الله العظيم [التوبة]، فلا خير فيمن لم يشهد بحقيقة اسم الله الأعظم أنّه حقاً في اتَّباع رضوانه.